معتصم عبدالله (دبي)

تبدأ عجلة «النسخة 45» في تاريخ الدوري الدوران، بإقامة الجولة الأولى التي تنطلق اليوم، حيث يلعب النصر وعجمان، الظفرة والشارقة، والوصل ودبا الفجيرة، على أن تستكمل الجولة بإقامة أربع مواجهات غداً، تجمع الفجيرة مع بني ياس، الإمارات مع العين، الوحدة مع اتحاد كلباء، وشباب الأهلي مع الجزيرة.
وتكتسي النسخة الأولى في العقد الثاني لدوري المحترفين والتي تحمل الرقم 11، بعدما أقيمت أول نسخة في عهد الاحتراف موسم 2008- 2009، بأهمية قصوى، في ظل اكتمال عقد الأندية إلى 14 فريقاً، خلافاً للموسم الماضي، والذي شهد مشاركة 12 فريقاً «بصورة استثنائية»، علاوة على طول البرنامج الزمني للمسابقة الذي يمتد إلى شهر رمضان المقبل، بداعي الإيقافات لبرنامج المسابقة، في ظل استضافة الإمارات لكأس العالم للأندية 2018 للمرة الثانية على التوالي، ونهائيات كأس آسيا 2019، والتي تشهد مشاركة 24 منتخباً، وتنطلق في يناير من العام المقبل، حيث يصل إجمالي أيام التوقف لإعداد المنتخب الأول وكأس آسيا إلى 83 يوماً بعد انطلاقة الجولة الأولى الموسم.
وتحكي قصة دورينا بداية من أول نسخة موسم 1973-1974، على مدار العقود الماضية، نجاح ثمانية أندية فقط في كتابة أسمائها بأحرف من ذهب في سجل «الأبطال»، والذي يضم على التوالي العين حامل الرقم القياسي، في عدد مرات الفوز بالبطولة «13 لقباً»، والثنائي الأهلي والوصل «7 ألقاب»، مقابل 5 ألقاب للشارقة، و4 ألقاب للوحدة، وثلاثة ألقاب لفريقي النصر والشباب، مقابل لقبين للجزيرة موسمي 2010-2011 و2016-2017، في المقابل تبدو فرص السداسي الإمارات، دبا الفجيرة، وعجمان، بني ياس، اتحاد كلباء والفجيرة، صعبة في الصعود إلى منصات التتويج، مقارنة بجاهزية بقية الأندية، خاصة على مستوى العائدين من دوري الأولى ممثلين في «السماوي»، «النمور»، و«الذئاب».
وخلافاً لتحضيرات المواسم الماضية التي شهدت بعض الاستثناءات في مقرات الإعداد، فضلت الأندية الـ14 الاستعداد للموسم الجديد بمعسكرات أوروبية، توزعت بين العديد من الوجهات، أبرزها ألمانيا، إسبانيا، هولندا، سلوفينيا، وكرواتيا، ومنح الإعداد المميز لأغلب الأندية ملامح مبدئية لموسم ينتظر خلاله الكثير من الإثارة التي كشفت عنها أولى مباريات الموسم المحلي الرسمية، والتي جمعت العين «حامل لقب الدوري»، والوحدة «الوصيف» في مباراة سوبر الخليج العربي، والتي احتضنها استاد 30 يونيو بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث شهدت مواجهة «الكلاسيكو» تسجيل 6 أهداف على مدار الشوطين، قبل أن يحسم «العنابي» اللقب بركلات الترجيح. وينتظر جمهور النسخة 11 لدوري الخليج العربي الظهور الأول للاعبين المقيدين في فئتي أبناء المواطنات والمقيمين، حيث أتاحت اللوائح الفرصة أمام الأندية قيد عدد 6 لاعبين كحد أقصى من فئتي مواليد الدولة أو المقيمين فيها، بواقع 3 لاعبين لكل فئة، وعدد 4 لاعبين أجانب كحد أقصى، ومن دون تحديد الجنسية، وهو ما منح الأندية خيارات أكبر في تدعيم صفوفها، خاصة في ظل عدم الالتزام بالجنسية الآسيوية للاعب الرابع على مستوى خانات الأجانب. وتلقي التغييرات الواسعة على قائمة مدربي أندية دوري الخليج العربي، والتي وصلت إلى ما نسبته 50% من عدد الأندية الـ14، بعدما عمدت 7 أندية إلى تغيير مدربيها، بظلالها على المنافسة المرتقبة في صراع العقول التدريبية، حيث شملت قائمة التغييرات أندية الجزيرة، بني ياس، الظفرة، الوصل، شباب الأهلي، الإمارات، والفجيرة، في الوقت الذي فضلت فيه بقية الأندية الاستمرار مع ذات العناصر التي أنهت معها الموسم الماضي بقيادة الكرواتي زوران ماميتش مدرب العين، والذي قاده إلى استعادة اللقب في الموسم الماضي.

منافسة محتدمة
وكشفت تحضيرات الأندية لانطلاقة الموسم الجديد، عن جاهزية كبيرة في أوساط أغلب الفرق، بقيادة «الزعيم العالمي» فريق العين صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري، والساعي لإكمال بدر ألقابه بالبطولة رقم 14 في الموسم الذي يحتفل خلاله أنصار «البنفسج» باليوبيل الذهبي على تاريخ تأسيس النادي العريق، وتدعم ثنائية الموسم الماضي بتحقيق لقبي الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، حظوظ العين في رحلة الدفاع عن اللقب المحبب، رغم رحيل القائد عمر عبدالرحمن المنتقل إلى الهلال السعودي، والخسارة بركلات الترجيح أمام الوحدة في مباراة السوبر في افتتاح الموسم. بدوره يرفع الوحدة «الضيف الدائم» على منصات التتويج في المواسم الماضية شعار «اللقب الرابع» في الدوري، بعدما كان الفريق نداً منافساً خلال الموسم الماضي الذي اكتفى خلاله بلقب كأس الخليج العربي، قبل معانقة السوبر، وعمد «العنابي» بقيادة مدربه الروماني ريجكامب إلى الإبقاء على أغلب العناصر الأساسية، في الوقت الذي اقتصرت فيه آلية التدعيم على عناصر محددة، من بينها البرازيلي ليوناردو، بجانب المدافع حسين عباس. في المقابل يدخل «الإمبراطور» الوصلاوي الموسم الجديد، متسلحاً بقوة دفع رباعية للبرازيليين ليما، كايو، رونالدو، وفينسيوس ليما المنضم حديثاً، ويعول أنصار «الفهود» على إكمال الأرجنتيني جوستافو كونتيروس المدرب الجديد للفريق ما بدأه مواطنه رودولفو أروابارينا على مدار موسمين ماضيين كان فيهما «الأصفر» منافساً قوياً على كل الألقاب، ليكتفي بالوصافة والمركز الثالث للدوري خلال موسمين على التوالي.
ولا يقتصر سباق التنافس في الموسم الجديد لدورينا على ثلاثي صدارة الموسم الماضي، حيث يبرز العميد النصراوي بعدما اكتسح سوق «الميركاتو الصيفي» بتعاقدات نوعية، أبرزها ضم رباعي أجنبي جديد، يخوض موسمه الأول مع «الأزرق» ممثلين في روزا، يوري ليرو، يوهان كاباي، وماركينوس علاوة على بقية الأسماء المواطنة بقيادة «القائد العائد» حبيب الفردان. وسيكون شباب الأهلي والشارقة مطالبين بظهور أفضل في الموسم الثاني بعد الدمج، ففي الوقت الذي فضلت فيه إدارة «الفرسان الثلاثة» تغيير جلد الجهاز الفني للفريق، بالتعاقد مع التشيلي سييرا، جددت إدارة «الملك» الثقة في المدرب عبدالعزيز العنبري للموسم الثاني على التوالي، ليكون الممثل الوحيد للمدربين المواطنين في دورينا. ولا يبدو خروج الجزيرة خالي الوفاض من ألقاب الموسم الماضي، عائقاً أمام «فخر أبوظبي»، من أجل العودة بقوة في الموسم الحالي، مدفوعاً بسلاح نجومه بقيادة الوطني علي مبخوت، المنطلق بقوة في الطريق، نحو لقب أفضل هداف في تاريخ دورينا، بعدما رفع رصيده إلى 113 هدفاً، بنهاية الموسم الماضي، ويعول الجزيرة على استمرار نجاح التجربة الهولندية، في تدريب الفريق، في ظل التعاقد مع المدرب مارسيل كايزر، خلفاً لمواطنه تين كات الذي قاد الفريق للقب الدوري موسم 2016-2017. وتتباين طموحات بقية أندية دورينا ما بين الرغبة في تثبيت الأقدام لعجمان، دبا الفجيرة، وتصحيح المسار للظفرة والإمارات بعد كبوات الموسم الماضي، والطموح في الظهور بشكل إيجابي للعائدين مجدداً إلى مسابقات الكبار ممثلين في بني ياس «حامل لقب دوري الدرجة الأولى»، اتحاد كلباء، والفجيرة.

19 فريقاً في عصر الاحتراف
يحمل تاريخ دوري المحترفين الذي يدخل عقده الثاني في الموسم الحالي، مشاركة 19 فريقاً، على مدار مواسمه العشرة الماضية، بداية من 2008- 2009، وضمت القائمة أندية العين، الجزيرة، الوحدة، الوصل، النصر، الأهلي والشباب ودبي «شباب الأهلي دبي»، الشارقة والشعب «الشارقة» الظفرة، عجمان، الخليج، الإمارات، بني ياس، اتحاد كلباء، دبا الفجيرة، الفجيرة، وحتا الهابط بنهاية الموسم الماضي، وصاحب الرقم 19 في عدد أندية المحترفين.

«ميرلين».. الدقة في التسديد!
أعلنت لجنة دوري المحترفين عن الكرة الرسمية التي تُلعب بها مباريات مسابقاتها المختلفة، في الموسم الجديد 2018-2019، وتحمل الكرة المصنعة بواسطة «نايكي» أحد شركاء اللجنة، اسم «ميرلين»، وتتزين بشعار دورينا واللونين الأحمر والأسود.
وتتميز الكرة الجديدة بالعديد من المزايا المهمة، بعد أن حرصت الشركة على إدخال المزيد من التحديثات عليها. وبحسب ما ذكرت نايكي، تعد «ميرلين»، بمزيد من الأهداف في موسم المحترفين الجديد، بفضل تصميمها الفريد الذي اعتمد على البساطة بتقليل عملية التقسيم على سطحها، وهو ما يمنح الكرة دقة أكبر في التصويب، ويسهل مهمة المهاجمين في إرسال الكرة إلى الشباك وتسجيل الأهداف.
يذكر أن «ميرلين» ستكون هي الكرة الرسمية لكبرى الدوريات العالمية للموسم الجديد 2018-2019، حيث أعلنت العديد من الدوريات الأوروبية اعتمادها، وعلى رأسها الدوريان الإسباني والإنجليزي.